لقد منّ الله علينا بأن أعطانا رخص في حال قصرنا في أي من العبادات ، حتى تجبر النقص أو الزيادة التي حصلت ومنها سجود السهو، و الصلاة أهم ركن من أركان الايمان لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ((رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاه ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله )) أخرجه الإمام أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل، صحيح مسلم- كتاب الصلاة ، ويعتبر تارك الصلاة عمداً ومنكرها كافراً ، خارجاً عن ديننا وعليه من أحكام ما على الكافر ، وهذا ما يجهله كثبر من الناس ويتهاونون به ، أما من ترك الصلاة وهو مؤمن بها فيُعتبر عاصياً وعليه التوبه و الندم على ذلك .
وللصلاة أركان وشروط لوجوبها وشروط لصحتها وواجبات يجب أن يؤديها الشخص بدقة حتى يقبلها الله منه ويأخذ عليها الأجر والثواب العظيمين ، ومن تركها متعمداً أو متكاسلاً لا تصح ولا تقبل صلاته وإنما عليه إعادتها كاملة مرة أخرى ، أما إذا ترك أحد هذه الأركان ناسياً وجب عليه اتيان ما نسيه في الوقت الذي تذكره ثم اتيان سجود السهو .
إذن من ترك أحد أركان أو أحد واجبات الصلاة ناسياً غير متعمد ، ثم تذكرها لاحقاً فتعتبر صلاته صحيحة ولكن عليه اتيان ما نسي وإتيان سجود السهو ، لحديث عبد الله بن بحينه –رضي الله عنه و ارضاه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قام من الركعتين فلم يجلس في صلاة الظهر ،فلما قضى الصلاه وانتظر الناس التسليمة ، سجد سجدتين ثم سلّم . أخرجه البخاري، كتاب السهو، باب ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة، رقم (1224، 1225)،ومسلم، كتاب المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، رقم (570).
وتعريف سجود السهو أنه سجدتين يسجدها المصلي لجبر الخلل الذي حصل في صلاته بسبب زيادة أو نقصان أو شك في أحد الأركان أو الواجبات ، وهو مشروع ولكن اختلف العلماء في حكمه فقال الشافعية والمالكية أنه سنه ، أما الحنفية فرأيهم أنه واجب . فلو زاد المصلي قياماً ،أو قعوداً ، أو ركوعاً أو سجوداً وهو ناسي ولم يتذكّر إلا بعد الفروغ من الصلاه ، فصلاته صحيحة وعليه سجود السهو في آخر الصلاه ، أما اذا تذكرها في وقت زيادتها وجب عليه الرجوع عن الزيادة وسجود السهو . ومن ترك أي ركن من أركان الصلاة غير تكبيرة الإحرام ناسياً ، فإن وصل إلى مكانه من الركعة التي بعدها حلت مكان الركعة التي تركها وقامت مقامها وإن لم يصل الى مكانه من الركعة التي بعدها يجب عليه الرجوع إلى الركن المتروك واتيانه واتيان ما بعده ، وفي الحالتين يجب أن يسجد سجود السهو في نهاية الصلاه بعد السلام.أما في حالة الشك في عدد الركعات في الصلاة ، فعليه أن يعمل بالأرجح الذي يرجحه في نفسه ويتم صلاته ثم يسلّم ثم يأتي بسجود السهو بعد السلام ، أما اذا لم يترجح عنده أحد الأمرين ، فإنه يبني على اليقين وهو الأقل ويتم الصلاه ثم يأتي سجود السهو قبل السلام.
المقالات المتعلقة بما حكم سجود السهو